- بالتعاون مع د. منى سابا
من الطبيعي أن تتساقط بعض الشعيرات يومياً بسبب دورة نموّ الشعر، لكن حين تصبح الكمية المتساقطة كبيرة وغير اعتيادية يجب التوقف للحظة والتفكير اذا كان هناك حالة معيّنة تسبّب ذلك. لذا نكشف في هذا الموضوع من موقع أنوثة عن المشاكل الصحيّة التي يمكن أن تكون وراء تساقط الشعر لكي نقف عند البعد الصحيّ وليس الجماليّ فقط. وذلك بالتعاون مع الاختصاصية في الطبّ الداخلي د. منى سابا.
- ما هي الحالات الطبيّة التي يمكن أن تكون سبباً لتساقط الشعر؟
هناك أسباب صحيّة عديدة لتساقط الشعر، لكن الحالات الأكثر شيوعاً هي التالية:
1- الصلع: هذه الحالة يمكن أن تصيب الرجال والنساء، لكنّ الذكور معرّضين لها أكثر. والسبب غالباً ما يرتبط بالجينات المتوارثة، حيث يكون الصلع شائعاً بين أفراد الأسرة الواحدة.
2- أمراض المناعة الذاتية ومنها:
- داء الثعلبة: انّه أحد أمراض المناعة الذاتية، ويسبّب التساقط في مناطق معيّنة بشكل دوائر.
- الحمى الذؤابية: أيضاً من بين الامراض المناعية، حيث يهاجم جهاز المناعة الانسجة السليمة، ويمكن أن يؤدي الى تساقط الشعر.
3- الأسباب الهرمونية:
- انقطاع الطمث: خلال هذه الفترة في حياة المرأة، تخفّ كثيراً نسبة افراز الاستروجين (الهرمون الانثوي) مقابل الأندروجين (الهرمون الذكوري عند المرأة). وهذه الحالة تسمّى بالثعلبة الاندروجينية، حيث تلاحظ المرأة تساقط شعرها بشكل غير اعتياديّ.
- المبيض المتعدّد الكيسات: هذه الحالة تسبّب زيادة هرمون التستوستيرون الذكوريّ، فيظهر الشعر على وجه المرأة فيما يكون شعر الرأس خفيفاً.
- الغدة الدرقية: انّ النقص او الزيادة في افرازات هذه الغدّة يمكن أن يؤثر سلباً على نموّ على هذا الشعر وبسبّب تساقط. وما يمكن ملاحظته لدى المرضى الذين يعانون من مشاكل الغدة الدرقية أنّ شعرهم يكون ضعيفاً ويتكسّر بسرعة.
- هرمون البرولاكتين: انّ أي خلل في هذا الهرمون، الذي يُعرف أيضاً بهرمون الحليب يمكن أن يكون سبباً وراء تساقط الشعر.
- الولادة: خلال الحمل، يبدو الشعر جميلاً وصحيّاً دون المعاناة من التساقط أبداً وذلك لأنّ دورة الحياة الطبيعية للشعر تتوقف. وما أن تأتي مرحلة ما بعد الولادة والتوقف عن الرضاعة الطبيعية، حتّى تلاحظ المرأة تساقط كميات كبيرة من الشعر. واذا طالت هذه الحالة لأكثر من 6 أشهر بعد التوقف عن الرضاعة، من الأفضل استشارة طبيب اختصاصيّ.
4- التخدير العام: في حال الخضوع لعملية جراحية تستوجب التخدير العام، فالمريض يمكن أن يلاحظ تساقطاً للشعر بعد الجراحة. والسبب هو تأثير التخدير على وصول الدم الى الشعر. الا أنّ هذه الحالة مؤقتة، ويعود الشعر الى حالته الطبيعية. كما تجدر الاشارة الى أنّ أي نزيف يحدث خلال الجراحة يمكن أن يؤثر سلباً على الشعر.
5- فقر الدمّ: تلفت د. منى سابا الى انّ مخزون الحديد يجب أن يكون فوق 130 نانوغرام/ ميلليلتر للتمتّع بشعر صحيّ وسليم. لذا في حال كان الشخص لديه نقص في المخزون، يمكن أن يُعطى مكمّلات الحديد لوقف تساقط الشعر.
6- العلاج الكيميائي: هذا العلاج الذي يُستخدم في مواجهة مرض السرطان يقتل بصيلات الشعر. وصحيح أنّ هناك الأساليب التي يمكن أن يتّبعها أطباء الأورام للحفاظ على البصيلات، لكن عموماً ليست فعّالة. لذا فانّ النتيجة المتوقعة للعلاج هو تساقط الشعر الذي ينمو مجدداً عند انتهاء العلاج.
7- الاجهاد: هناك 3 حالات يمرّ بها الشخص الذي يعاني من الاجهاد: الصدمة، مقاومة الصدمة وصولاً الى مرحلة الارهاق. في المرحلتين الاولتين، يحدث خلل في الهرمونات. وعند الوصول الى مرحلة الارهاق وما بعدها يبدأ الشعر بالتساقط.
8- الاكتئاب: هذه الحالة النفسية تؤثر كثيراً على الهرمونات خصوصاً ضعف افراز هرمون السيروتونين (هرمون السعادة) وزيادة افراز الهرمونات الذكورية لدى المرأة ما يؤدي الى ضعف الشعر وتساقطه.
9- سوء التغذية ونمط الحياة غير الصحيّ: كلّما كان النظام الغذائي غنيّاً بالعناصر المغذّية، وكلّما اتّبع الشخص نمط حياة قائم على الرياضة والعادات الجيّدة للصحة، كان لذلك تأثير ايجابيّ على الشعر. والعكس تماماً، حيث يتأثر الشعر كثيراً بنمط الحياة غير الصحيّ ما يوصله الى الضعف والتساقط.
- كيف يتمّ تحديد الفحوصات التي سيتمّ اجراؤها للشخص الذي يعاني من تساقط الشعر؟
تؤكد د. منى سابا أنّ الفحص السريريّ هو الأساس، فالطبيب يطرح مجموعة من الأسئلة على الشخص الذي يعاني من التساقط غير الاعتيادي ويلاحظ الأعراض التي يعاني منها.
بناء على ذلك، اما يكون التشخيص المباشر في حالات انقطاع الطمث أو عند الخضوع لجراحة أو التعرّض لنزيف. كما أنّ امراض المناعة الذاتية تتشخّص من خلال الأعراض الأخرى التي تترافق مع تساقط الشعر. فيما هناك حالات أخرى تستدعي اجراء فحوصات للغدد والهرمونات أو مخزون الحديد.
- هل هناك أي علاج أثبت فعاليته في مواجهة مشكلة تساقط الشعر؟
تلفت د. منى سابا الى أهمية العمل على الحالة المرضيّة المسبّبة لهذه المشكلة أولاً، أي علاج المشكلة الصحيّة. ومن بعدها، يمكن اختيار الطريقة الافضل للحدّ من التساقط وتقوية بصيلات الشعر. ومن التقنيات التي أثبتت فعاليتها في هذا المجال، العلاج بالبلازما الغنيّة بالصفائح الدمويّة (PRP).
فخلال هذا العلاج، يؤخذ الدمّ من الشخص وتُستخدم آلات متخصّصة لفصل كريات الدمّ عن البلازما الذي يحتوي صفائح دموية وعوامل نموّ متعدّدة. تُحقن البلازما في فروة الرأس خصوصاً المنطقة الأمامية، لتقوم الصفائح وعوامل النموّ الأخرى بتغذية بصيلات الشعر وتقويتها ما يحدّ من التساقط بشكل فعّال.
هذا العلاج يحتاج حوالي 4 الى 6 جلسات، مع 4 أسابيع فرق بين كلّ جلسة وأخرى. ويتطّلب الأمر بعد ذلك اعادة حقن البلازما كلّ سنة.
أمّا من ناحية الأدوية المستخدمة للحدّ من التساقط والتي تحتوي عنصر المينوكسيديل (Minoxidil)، فهي فعّالة الا أنّها تطلّب تطبيقها بشكل مستمرّ. فما تقوم به هو توسيع الشرايين الدموية، لتعزيز وصول الاوكسجين بشكل أفضل الى فروة الرأس.
- ما هي الخطوات التي يمكن القيام بها ضمن الروتين اليوميّ لتعزيز الحدّ من تساقط الشعر؟
هناك خطوات عدّة يمكن القيام بها لتحسين صحّة الشعر والحدّ من تساقطه:
- التنويع في الأكل للحصول على كلّ الفيتامينات والمعادن اللازمة.
- شرب الماء بكميات كافية.
- ممارسة الرياضة التي تعزّز تدفق الدم الى بصيلات الشعر.
- استخدام المستحضرات الصيدلانية التي تكون مصمّمة لتوفّر عناية لطيفة للشعر وتغذيته، على أن تكون مكمّلة للعلاجات الطبيّة الموصوفة من قبل الطبيب وليس بديلاً عنها.
مع كلّ هذه المعلومات التي عرضناها، أصبحت أوضح بالنسبة لكم الحالات المرضية التي يمكن أن تسبّب تساقط الشعر. والنصيحة الأخيرة من د. منى سابا هو ألا تتجاهلوا أي أمر غير اعتياديّ، فيمكن أن يكون هناك مشكلة صحيّة كامنة وراء التساقط. لذا فانّ استشارة الطبيب الاختصاصيّ هي الخطوة الاولى للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.
يمكن التواصل مباشرة مع د. منى سابا والحصول على استشارة الكترونية عبر www.sohatidoc.com