أعدّت هذه المقابلة بالتعاون مع:
أجرت هذه المقابلة ماريسا كوتيلاس
منذ طفولتها، عرفت مصمّمة الأحذية اللبنانية أندريا وازن أنّ شغفها يميل نحو الفنون، فكانت ترسم دائماً وتتخيّل التصاميم أمامها. ولأنّها أخت توأم، فكانت تنزعج دائماً كيف أنّ والدتها تختار نفس الملابس لها ولأختها، "فقد كنتُ دقيقة جداً في خياراتي من ناحية ما أريد أن أرتديه" تقول مبتسمة. وهذا الشغف استمرّ معها بعد البلوغ ودفعها الى دخول عالم الموضة الراقية. أمّا أختها فهي طاهية، وتلك مهنة أخرى تتطلّب أيضاً الكثير من الابداع والرؤية.
ولدت أندريا في لندن وقضت طفولتها في بيروت، لكن مسار حياتها أوصلها الى مدينة الأحلام... باريس. فهناك تدرّبت في معهد التصميم الايطالي Istituto Marangoni، حيث لاحظ أساتذتها موهبتها الخاصة لتصميم الأحذية.
وتقول أندريا "منذ البداية، عرفتُ أنّني أريد العمل في مجال الموضة وكان عليّ الاختيار بين ميلانو، لندن وباريس. اخترتُ هذه المدينة الأخيرة لأنّها كانت تحتضن أهم المصّممين في ذروة عطائهم مثل كارل لاغرفيلد (Karl Lagerfeld) في دار شانيل، كما كان هناك العديد من المؤسسات التي يهمّني أن أتدرّب فيها".
أمّا معهد Istituto Marangoni فكان أيضاً نقطة جذب بالنسبة لأندريا، وتقول عن هذا الموضوع "الايطاليون معروفون أنّهم الأفضل في التصميم. لذا فانّ هذه المعهد كان الخيار المفضّل لدي".
بعد التخرّج، شعرت أندريا بالثقة بقدرتها على الرسم، التصميم وصناعة النماذج. "في هذه الفترة كان لدي احساس أنّه يجب أن أخوض أكثر في مجال ادارة العلامة التجارية وتسويقها. وكانت لندن هي خياري" كما تقول. وقد لاحظت أيضاً أنّ "العديد من المصمّمين يتخّذون من باريس مركزاً لهم، لكن مكاتب التواصل والعلاقات الخاصة بهم موجودة في لندن".
في هذه المدينة، عملت أندريا في دار مصمّم الأحذية الشهير كريستيان لوبوتان(Christian Louboutin)، حيث صقلت مهاراتها في مجال التواصل الاجتماعي. في ذاك الوقت، كان انستقرام في بداياته لذا تعلّمت كثيراً كيف يمكن أن تستفيد منه لتعزيز موقع العلامة التجارية والتواصل مع الزبائن.
أمّا وظيفتها الأولى فكانت لدى روبرت ساندرسون (Rupert Sanderson)، وقد كانت محظوظة أنّ كلّ العمليات الخاصة بهذا المصمّم المعروف في عالم الأحذية تُدار من لندن، لذا استطاعت التعرّف على طريقة عمل أكثر من قسم. بعد ذلك، استكملت تدريبها لدى لوبوتان.
"حين كنتُ أعمل في دار لوبوتان، عرض عليّ العمل في دار سيلين (Celine)... وقد قررتُ أن أقبل الوظيفة. لكن في الأخير بقيتُ حيث أنا، وكان ذلك الخيار الصحيح" تقول أندريا. فالوظيفة في دار سيلين كانت تركّز على الجلد وصناعة النماذج للجاكيتات الجلدية والمصنوعة من الفرو. أمّا في دار لوبوتان، فاستمرّت بتخصّصها في مجال الأحذية ما كان شغفها الأساسي.
عاشت أندريا في لندن لمدّة عامين، حيث تعلّمت أمرين أساسيين: أولاً، أهمية العمل كفريق والتشارك بالمعلومات. ثانياً، التواصل مع المشاهير والحصول على دعمهم للعلامة، وذلك خصوصاً من خلال بناء العلاقة مع منسّقي الاطلالات (Stylists) الذين يعتبروا المفتاح الأساسي للتعامل مع المشاهير. كما تعلّمت كيفية ادارة المخازن ومتاجر البيع بالتجزئة، حيث كان لها الفرصة لزيارة العديد من البوتيكات.
في العام 2013، حقّقت أندريا أفضل استفادة من مسيرتها المهنية والاكاديمية، عبر اطلاق متجرها الخاص في بيروت. "في لبنان، هناك صناعة متطوّرة للموضة مع مصمّمين عالميين مثل ايلي صعب وزهير مراد، لكن لم يكن هناك الكثير من المصمّمين العاملين ضمن مجال اختصاصي: الأحذية الراقية".
وقد ركّزت المصمّمة على تقديم خدمات حسب الطلب حيث يستطيع كلّ زبون الحصول على حذاء مناسب لحاجاته. وتضيف "بالنسبة للعديد من النساء، يمكن للاحذية العالية أن تكون فعلاً مرهقة بسبب شكل أقدامهن، ونحن نستطيع توفير الحذاء الملائم من خلال الخدمة حسب الطلب". وتؤكد أندريا أنّها استوحت ذلك من دار لوبوتان حيث كان الزبائن يرسلون أحذيتهم بعد ثلاث سنوات من انتعالها بهدف تغيير النعل، وهذا هو مستوى الخدمة الذي تصبو اليه.
اليوم، تملك أندريا موقعاً الكترونياً لبيع الأحذية أيضاً، وتسعى الى تعزيز المبيعات عبر الانترنت. وتقول عن هذه التجربة "التجارة الالكترونية في ذروتها حالياً وانستقرام هو ركيزتنا الأساسية، و80% من مبيعاتنا تأتي منه. وزبائننا يدخلون الى الشبكات الاجتماعية الخاصة بنا وكثيراً ما يعرفون أي حذاء يرغبون به قبل الدخول الى المتجر".
كما تخطّط أندريا لاطلاق مجموعاتها من خلال المتاجر المؤقتة (Pop-up Stores) في ميلان، باريس ولندن. و"بالتالي، يمكن لزبائننا الذين يعرفون نوعية أحذيتنا وتصاميمنا المتنوّعة أن يزوروا متاجرنا أو يتسوّقوا أونلاين" تقول المصمّمة.
فٳذا كنتِ تحبّين أحذية المصمّمين، وتبحثين عن التصميم الذي يكون فريداً من نوعه، زوري الموقع الالكتروني الخاص بأندريا وازن وتصفّحي المجموعة الواسعة من أحذية الكاحل، تصاميم البوتس العالية فوق الركبة، الكعوب العالية واللوفر، وكلّ تصميم هو قطعة فنّية بحدّ ذاته.
ورغم أنّ هذه الأحذية راقية، فهي ذات أسعار مقبولة وهناك تنزيلات دورية على المجموعات، لكي تقتني تصاميم أنثوية تفخرين بارتدائها لسنوات كثيرة.
* حقوق الصور محفوظة لأندريا وازن