إستعمال حبوب منع الحمل ساعد بشكل كبير على تحديد النسل منذ أعوام كثيرة. لكن لطالما ارتبطت بأعراض جانبية تلاحظها بعض النساء سواء على الصعيد الجسديّ أو النفسيّ. ومن أكثر الأسئلة شيوعاً في هذا المجال: هل حبوب منع الحمل تسبب الاكتئاب للمرأة؟ تابعينا في هذا الموضوع لكي تعرفي ما الذي كشفته الدراسات الطبيّة عبر السنوات حول هذه المسألة.
دراستان متناقضتان من ناحية النتائج
في العام 2016، برزت دراسة للمراكز النفسية الوطنية في الدانمارك، حيث لفتت الى وجود علاقة بين استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية والإصابة بالاكتئاب السريري. وللوصول الى هذه النتيجة، قام الباحثون بتتّبع أكثر من مليون امرأة لمدّة 14 عاماً لايجاد الرابط بين الأمرين. وما تبيّن لهم أنّ النساء اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل كنّ أكثر عرضة للذهاب الى الطبيب النفسيّ وتناول الأدوية المضادّة للاكتئاب.
لكن في الشهر الحالي (نوفمبر 2020) صدرت دراسة عن باحثين في جامعة "نورث وسترن" الأميركية عاكست النتائج التي ذكرناها. وأشارت رئيس قسم النساء والتوليد في الجامعة جسيكا كيلي عند صدور الدراسة، الى أن "حبوب منع الحمل وغيرها من وسائل تحديد النسل الهرمونية لا تزيد من خطر الاكتئاب". وقد ردّت أستاذة الطبّ النفسيّ والعلوم السلوكية في الجامعة نفسها د. كاثرين ويزنر على سؤال حول هذه المسألة بقولها: "هل حبوب منع الحمل تسبب الاكتئاب؟، الجواب بالتأكيد لا".
غير أنّ ما لفتت اليه الدراسة هو أنّ وسائل منع الحمل عموماً قد تكون مصدر قلق بالنسبة لبعض النساء اللواتي يعانين من اضطرابات القلق، حيث يشعرون بالخوف وعدم الاطمئنان الى آثارها الجانبية. ولكن ذلك لا يعني أنّ النساء عموماً معرّضات أكثر للاكتئاب بسبب حبوب منع حمل وغيرها من الطرق الهرمونية المعتمدة.
مخاوف شائعة من حبوب منع الحمل... إكتشفيها معنا!
كيف يجب التعامل مع الشعور بالاكتئاب؟
لا جواب حاسم بعد على سؤال "هل حبوب منع الحمل تسبب الاكتئاب"؟ والدراسات الحديثة تناقض ما كان قبلها وتؤكد أنّ لا رابط بينهما. لكن ما يجب فعله هو التعامل مع كلّ حالة على حدة. فاذا كنتِ بدأتِ بتناول حبوب منع الحمل ولاحظتِ أنّ ذلك يؤثر على مزاجكِ، عليكِ استشارة طبيبكِ سريعاً ودون تأخر. فيمكن أن تكوني من النساء اللواتي يتأثرن هرمونياً بهذه الحبوب ما يمكن أن يؤدي الى الاكتئاب. وحين يُعرف السبب، يمكن عندها وصف وسائل أخرى لمنع الحمل منها غير هرمونية.