من المعلوم أن أهمية التغيير تطغى على عقول الشعوب منذ الأزل، مما سمح للإنسان بالتطور رويدًا رويدًا، وصولًا إلى يومنا هذا. وما الرغبة في اختبار أمورٍ حياتية جديدة سوى دليل دامغ إلى حاجة المرء إلى التغيير باستمرار. لا مجال مستثنى، فكما نشهد في الموضة والتجميل والسيارات اتجاهات مستحدثة على الدوام، كذلك هي الحال في التكنولوجيا التي تحتفظ لنفسها بحصة الأسد، حتى صارت تُدخل إلى حياتنا أدواتٍ لم تكن لتخطر في بال، وتتحول بين ليلةٍ وضحاها إلى ضروريات أساسية لا نتصور العيش من دونها.
هو الهاتف بين أمثلة كثيرة، الذي لم يكن يُسمع رنينه إلا في بضع منازل في الحي، تحول إلى الخلوي في التسعينات وتطور إلى نسخته الذكية التي لا تفارقنا، فضلًا عن الكمبيوتر والإنترنت والإنسان الآلي الذي ارتقى إلى منصب المعاون الأول للأطباء في غرف العمليات...
البديل الأفضل للسجائر
"يستحيل التقدم من دون تغيير، وأولئك الذين لا يستطيعون تغيير آرائهم لا يمكنهم تغيير أي شيء"، يقول المؤلف الإيرلندي الشهير جورج برناد شو. فما بالنا إذًا بالذين يتوصلون إلى تغيير آراء الآخرين حتى، لما فيه خيرٌ لحياتهم وحياة من حولهم؟ يمكن أن يكون اسم شركة "فيليب موريس العالمية" ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالسجائر منذ العام 1847، نظرًا إلى توسع الشركة في كل أصقاع العالم، محتلةً المرتبة رقم واحد لتاريخه. ولكن، للشركة رؤيا مدعومة بحس المسؤولية الاجتماعية، حملتها بعيدًا نحو تغيير أهدافها القائمة على التدخين، واتجهت بها نحو عالمٍ خالٍ من السجائر!
ليس من السهل أن تقلب شركة موازينها، إلا أنها خلقت مع جهاز IQOS حالًا يُحتذى بها وموجةً من التغيير قلبت الميول والأهواء وعصفت في غالبية البلدان كالبديل الأفضل للسجائر، محفزةً كل مدخن في العالم إلى التخلي عن آفته واستبدالها بهذا الجهاز الثوري. كان ذلك يوم وضعت "فيليب موريس" صحة المدخنين نصب عينيها وبدأت منذ سنة 2008 بتطوير IQOS الذي يعمل على البخار بدلًا من الدخان عبر تسخين التبغ على حرارة 350 درجة مئوية عوضًا عن حرقه، ما يقلل تصاعد المواد الكيميائية بنسبة 95%، إلا أن هذا لا يعادل بالضرورة انخفاضًا في المخاطر بنسبة 95%؛ فمع التخفيف من هذه الانبعاثات الضارة، وثبات أن IQOS أقل ضررًا من السجائر العادية على صحة المدخن ومن حوله، يُشهد للشركة أنها لم تدَّعِ يومًا أنه خالٍ تمامًا من المخاطر، ومن هنا هي لا تتوجه به إلا إلى المدخنين البالغين الذين يرغبون في الاستمرار بالتدخين، لتحثهم على اختيار البديل الأنجع.
موافقات عالمية على جهاز IQOS
وبالعودة إلى تاريخ التطور، وفي خضم موجات الازدهار التي تشهدها الإنسانية منذ القرن التاسع عشر، كان لا بد من تكريم الابتكارات والمحافظة على شرعيتها وملكيتها. حينذاك، ارتأت نحو 100 دولة في العالم الاعتراف بمعاهدة البراءات والتي تُعرف باتفاقية باريس للملكية الصناعية، ليبدأ العمل بها منذ عام 1884، على أن يتضمن طلب براءة الاختراع على الأقل شيئًا جديدًا ومبتكرًا ومفيدًا أو تطبيقًا صناعيًا.
أما "فيليب موريس"، فذهبت في هذه الحكاية بعيدًا جدًّا... فهي حاصلة على أكثر من 4600 براءة اختراع مع أكثر من 6300 طلب في طور التحقيق على منتجات الشركة الخالية من الدخان! وهذا ما حفَّز دولًا كبرى على إجازة استخدام الجهاز ضمن أراضيها بدلًا من السجائر، دلالةً إلى أن IQOS خيار أفضل من التدخين، وإن لم يكن خاليًا تمامًا من المخاطر. فاستحوذ على موافقات من القارات، من أوروبا إلى أستراليا، وآخرها من أميركا، من إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة تحديدًا التي تُعرف بقوانينها الصارمة والتي أجازت تسويق جهاز IQOS باعتباره "Modified Risk Tobacco Product".
هذا الابتكار يُسجّل لـ"فيليب موريس العالمية" التي أتمت اثني عشر عامًا من الأبحاث العلمية المكثفة والاختبارات الدقيقة والتجارب السريرية، عاملةً كل يوم على تطوير النسخة الأخيرة من الجهاز. وفي وقتٍ نشهد فيه كل يوم ابتكارًا جديدًا، ننتظر حال التطور الذي يمكن أن يؤول إليه IQOS في الأعوام المقبلة.
هذا المقال برعاية فيليب موريس لبنان