بين الاستمرار في العلاقة من أجل الابناء أو الطلاق، يختار الكثير من الاهل الخيار الاول، بإعتبار أنهم يحمون الاطفال من المشاكل النفسية التي يمكن أن يسبّبها الطلاق. لكن يبدو انهم لا يعلمون ان استمرار الزواج الفاشل لاجل الابناء يضاعف مشاكل الطفل.
تأثير الخلافات على الطفل
1- التوتر المزمن
في حال قرر الاهل الاستمرار في علاقتهما سوياً، وكان جوّ المنزل يطغى عليه الخلافات والصراخ، فهذا حتماً سينعكس على نفسية الطفل، الذي سيشعر بالضغط المستمر والتوتر بدل من أن يشعر بالراحة والأمان بين أمه وأبيه، ومن العوارض التي تبرز عليه الاكتئاب وفقدان الأمل والإرهاق المزمن.
2- الخوف من العواطف
العيش في منزل تشوبه الخلافات، سينعكس على علاقة الطفل بالآخرين بالمستقبل، وهنا نتحدث عن العلاقة العاطفية، حيث أنه سيتفادى التقارب من أي شخص آخر هرباً من أن يؤذيه. أما في حال نجح بالدخول بعلاقة عاطفية، فحتماً سيعيش في حالة من الخوف والقلق الدائم، ويتهرب من أي خلاف مع الشريك أو العكس تماماً أي يخلق خلاف من دون مبرّر.
3- مشاكل مزادية
اضطرابات المزاج الحادة من المشاكل التي تظهر على الطفل أيضاً بوضع استمرار الزواج الفاشل لاجل الابناء. وفي حال لم يتم علاج هذه المشاكل، يمكنها أن تؤدي إلى حالة نفسية صعبة جدا على الطفل.
أبناء يفضلون الطلاق
منذ سنوات، نشرت مؤسسة "كوم ريس" بالشراكة مع منظمة "ريزوليوشن" في المملكة المتحدة، دراسة تشير إلى أن "82 في المئة من الأبناء الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و22 عاماً في العالم يفضلون أن ينفصل آباؤهم على البقاء سويا لأجلهم، لأن الحياة الأسرية لا يمكن أن تكون سعيدة بين زوجين يتظاهران بالحب غير الصادق ترضية للأبناء".
ما الذي يدفع المرأة للإستمرار في الزواج الفاشل؟
هنا طبعاً لا نشجع على الطلاق لأن العائلة المتماسكة هي مرتكز المجتمع، لذا على الثنائي الحديث بشكل مباشر وصريح حول المشاكل التي تشوب علاقتهما من أجل ايجاد الحل المناسب لهما ولأطفالهما. كما من الضروري استشارة اختصاصيّ نفسيّ لحلّ المشاكل الزوجية، فالعيش في ظلّ الصراخ والعنف لا يمكن الا أن ينتج عنه اضطرابات نفسية كثيرة لدى الزوجين والأطفال أيضاً.
أمّا في حال قرّر الزوجان الانفصال، فهنا أيضاً يجب اعطاء الأولوية للاطفال من خلال شرح الأمر لهم بحسب عمرهم، والاختصاصيّ النفسي يمكن أن يساعد كثيراً أيضاً في هذا السياق لمساعدة الأطفال على تجاوز مرحلة الطلاق بأقلّ ضرر ممكن.