- بالتعاون مع د. كارلا الهبر
يشكو الأطفال حديثي الولادة وفي السنوات الأولى من عمرهم من الإصابة المتكررة بنزلات البرد. ويمكن للأعراض أن تكون خفيفة في بعض الحالات، لكن تفاقهما أمر وارد أيضاً ما يتطلّب العناية الطبيّة اللازمة. لذا اخترنا طرح موضوع نزلات البرد عند الرضع مع طبيبة الأطفال والأخصائية في العناية الفائقة للأطفال حديثي الولادة في مستشفى "اوتيل ديو" ومستشفى "Belle Vue Medical Center" الدكتورة كارلا الهبر، لكي تتطلعي على كلّ الحقائق في هذا المجال.
نزلة البرد: ما هي؟ وما أسبابها؟
نزلات البرد هي عدوى فيروسية تصيب أنف الطفل وحلقه. وهناك علامتان رئيسيتان تشيران الى الاصابة هما احتقان وسيلان الأنف. ويكون الأطفال، خاصة من هم في السنوات الأولى من العمر، أكثر عرضة من الكبار للإصابة بنزلات البرد وذلك بسبب اختلاطهم بأطفال آخرين، وزيارتهم المتكررة لمراكز رعاية الأطفال، وعدم تطور مناعتهم بشكل كافي لمقاومة العدوى.
لماذا يمكن أن تتكرّر الاصابة بنزلة البرد لدى الطفل؟
سبب تكرار الاصابة أنّ هناك أكثر من مئة فيروس يمكن أن يسبب نزلات البرد عند الأطفال. فمجرّد أن يلتقط الطفل أي فيروس، يمكن أن يصبح محصّناً منه ويمكن ألا يستطيع جسمه تحقيق المناعة اللازمة. علماً أنّ هذه الفيروسات يمكن أن تنتقل بطرق عدّة، سواء عبر فم الطفل أو أنفه أو عينه عن طريق الهواء أو عندما يقوم أحد المرضى بالسعال أو العطاس أو التحدّث مع الطفل، فينقله له.
كما تنتقل الفيروسات عن طريق الملامسة المباشرة للطفل، أو عبر الأسطح الملوّثة التي قد يلمسها، حيث تعيش بعض الفيروسات على الأسطح لمدّة ساعات.
كيف يمكن أن نميّز بين نزلة البرد والانفلونزا من جهة، وبين نزلة البرد وفيروس كورونا من جهة أخرى؟
يمكن التمييز بين نزلة البرد والانفلونزا والإصابة بفيروس كورونا من خلال الأعراض الظاهرة والفحص السريري.
- الحرارة: تكون الحرارة عالية خصوصاً عند الاصابة بالانفلونزا، وتكون عالية ولكن ليس بشكل دائم عند الإصابة بفيروس كورونا، أما في حال الإصابة بنزلة البرد فنادراً ما يُعاني الطفل من ارتفاع في حرارته.
- الصداع: يكون أليماً في الانفلونزا، خفيفاً عند الإصابة بكورونا ونزلات البرد.
- احتقان الأنف: يكون شائعاً في نزلات البرد ونادراً عند الاصابة بالإنفلونزا وكورونا.
- التعطيس، ألم الحلق والسعال: هذه العوارض تكون موجودة بشكل كبير في حالة الإصابة بنزلات البرد، وتكون خفيفة الى نادرة في حال الإصابة بفيروس كورونا، وأحياناً نراها في الانفلونزا.
وهنا تجدر الإشارة الى نقطة مهمة جداً وأساسية، أن فحص الـ PCR هو الطريقة الوحيدة للكشف عما إذا كان الشخص مُصاب بفيروس كورونا أو أن العوارض ناتجة عن الإصابة بالإنفلونزا أو نزلة برد.
كيف يمكن حماية الرضيع من نزلات البرد؟
أفضل ما يمكن القيام به هو اتّباع العادات الصحية السليمة نذكر منها:
- غسل اليدين باستمرار، خصوصاً قبل الرضاعة او عند ملامسة الطفل.
- إبقاء الطفل بعيداً عن أي شخص مُصاب.
- تجنب تعريض الطفل للمواصلات العامة والتجمعات قدر المستطاع.
- تنظيف وتعقيم ألعاب الطفل وملهياته.
- ضرورة استخدام منديل عند السعال او العطس من قبل جميع المتواجدين في المنزل في حال وجود طفل حديث الولادة.
هذه الاحتياطات البسيطة من شأنها مساعدة الطفل على الحماية والوقاية من الإصابة بنزلة البرد.
ما هي الخطوات العلاجية التي يجب اتّخاذها في حال إصابة الطفل الرضيع بنزلة البرد؟
أولاً، في حال كانت الأم تقوم بإرضاع طفلها رضاعة طبيعية يجب أن تستمرّ بذلك، لأن حليب الأم يوفّر حماية إضافية من الميكروبات التي تُسبب بنزلات البرد.
ثانياً، من المفضّل استخدام قطرة محلول الملح، للتخفيف من مخاط الأنف السميك، وشفط أنف الطفل عند الحاجة عدّة مرّات في اليوم عند الحاجة.
ثالثاً، ترطيب الهواء عن طريق تشغيل مرطب الماء البارد في غرفة الطفل ما يساعد على التخفيف من الاحتقان.
متى يمكن للأم استخدام الادوية الخافضة للحرارة عند اصابة الرضيع بنزلة البرد؟
تشير د. كارلا الهبر الى أنّ الأدوية الخافضة للحمى يمكن أن تستخدم عند الاصابة بنزلات البرد، ولكن فقط بوصفة طبية من الطبيب المُعالج أو من قبل طبيب الأطفال، خاصة اذا كان الطفل حديث الولادة أو اذا كان عمره يقل عن عامين، حيث لا تُعطى أدوية الحرارة او السعال دون وصفة لأنها قد تكون خطيرة على الطفل.
هل هناك اعراض خطيرة يجب للأم التنبّه لها عند اصابة الطفل بنزلة البرد؟
اذا كان الطفل أصغر من 3 اشهر يجب الاتصال بطبيب الأطفال فوراً في حال لاحظت الأم أي من الاعراض الخطيرة التالية:
- ارتفاع حرارة الجسم لأكثر من 24 ساعة
- صعوبة في التنفس
- ألم في الاذن
- سعال مستمر
- احمرار في العينين او افرازات صفراء أو خضراء من العين
- علامات وأعراض أخرى مقلقة مثل البكاء غير العادي المثير للقلق
- عدم تبليل الحفاض كثيراً كالعادة
- تحوّل لون الشفتين الى الأزرق
ويجب الاتصال بالطبيب على الفور اذا كان الطفل يرفض تناول السوائل او العلاج ويسعل سعال حادّاً لدرجة تؤدّي الى التقيّؤ.
هل يمكن لنزلات البرد أن يكون لديها مضاعفات على الرضيع؟
احتمال حصول مضاعفات خطيرة على الرضيع في حال الإصابة بنزلة البرد هو ممكن، كون الرضيع ليس لديه جهاز مناعي ناضج وجسمه لا يكون قد طوّر بعد مناعة كافية ضدّ معظم الفيروسات في سنّه الصغير، ويخالط الكثير من الأطفال الآخرين. ونتحدّث عن مثل هذه المضاعفات عندما يعاني الطفل التهاب الرئوي، التهاب القصيبات، التهاب الجيوب الأنفية، الصفير خاصة اذا كان الطفل مصاباً بالربو، التهابات حادة في الأذن خاصة الأذن الوسطى.
متى تتطلّب الحالة دخول المستشفى؟
تتطلب الحالة دخول المستشفى عند الأطفال حديثي الولادة، أي الذين يبلغون من العمر أقل من 3 أشهر في الحالات التالية: صعوبة في التنفس تحتاج لوضع جهاز الاوكسجين، تقيّؤ حاد يمنع تناول الحليب، التهابات رئوية حادة تتطلب العلاج بالمضادات الحيوية.
يمكن الحصول على استشارة الكترونية مباشرة مع د. كارلا الهبر عبر www.sohatidoc.com