بعد 11 عاماً من العمل في مجال الإعلام كمذيع للأخبار في تلفزيون لبنان الرسمي، أعلن الإعلامي وسيم عرابي استقالته وقراره الهجرة من البلد.
لم تستغنِ المؤسسة الإعلامية اللبنانية الرسمية عن الإعلامي الشاب وسام عرابي، بل هو قرار شخصي منه، اتضح أنها بسبب توتّر الوضع السياسي في لبنان بشكل غير مسبوق.
فنهار السبت 15 آب، وبعد انتهاء موجز الاخبار المسائي في تمام الساعة الثامنة مساء، توجه عرابي بكلمة شديدة اللهجة للطبقة السياسية في لبنان معتبراً انها حولت الوطن إلى مقبرة الأحلام.
بالفيديو مذيعة لبنانية تعرض الزواج على ضيفها مباشرة على الهواء!! هل قبل؟
وقال مباشرة على الهواء: " اليوم انتهى مشواري هنا، ليس لأن المؤسسة استغنت عني لا، لكن لأني لم أعد أستطيع البقاء بأرض هي مقبرة للأحلام."
ثمّ أعلن أنه اتخذ قرار الهجرة من لبنان مهاجماً السياسيين اللبنانيين بلهجة عنيفة.
وسيم هو ثاني شخصية لبنانية معروفة تعلن قرار الهجرة على العلن بعد النجمة نادين نجيم .
وقال: " سأغادر لأني قرفت منكم، أو بالأحرى لأني لم أجد وطناً، أنتم صنعتموه على قياسكن".
ويبقى الأمل لدى وسيم عرابي في العودة يوماً ما الى وطنه، الذي كما بدا واضحاً في كلامه، أُجبِر على تركه بسبب الأوضاع المريرة، وليس رفضاً منه للبنان كوطن.
فلفت الى نيته هذه بالقول: " على أمل أن يعود الوطن كي نعود ونعيش فيه بكرامة وليس بذل ولا نعود إليه رفاة لندفن به".
بالاخر في آخر، انا فالل لأني قرفت منكن#لبنان pic.twitter.com/BAwUeSPqzi
— wassim oraby (@wassimoraby) August 15, 2020
وفي مقابلة له على قناة الحرّة كشف وسيم عرابي أن فكرة الهجرة كانت تراوده منذ زمن.
لكن كان الأخير يعود ويتراجع عن قراره في كل مرة كان يقرر فيها مغادرة لبنان، كما ذكر في المقابلة.
ومن البديهي أن قرار الهجرة لم ولن يكن سهلاً على أي مواطن في ولا يوم من الأيام.
فوصف وسيم هذا القرار بالقول " ليس سهلاً على أي انسان أن يترك بلداً يتمناه في كل لحظة أن يكون وطناً له".
كل هذه المدّة كان أمل وسيم عرابي باللبنانيين المتحررين من "الانتماءات العمياء للسياسيين" على حدّ قوله خلال حديث صحفي مع قناة الحرة.
الى أن حان الوقت برأيه الى أخذ القرار النهائي بالهجرة، فيقول للحرّة أنه أيقن أن السياسيين والمواطنين المحزّبين ليسوا إلا عصابات تتحكم بمفاصل الحياة اللبنانية السياسية والأمنية والاقتصادية".
أمّا الحدث الفاصل الذي دفعه الى حسم قراره، أشار عرابي عبر موقع "الحرة" إلى أنه مع حادثة انفجار بيروت تأكد أن قراره صائب أكثر.
ويقول " أدركت تماماً أن اللبناني يعيش بالصدفة، لا يمكن له أن يخطط حتى لساعة من الآن".
للمرّة الأولى يكسر إعلامي على قناة التلفزيون اللبناني الرسمي والتابع لوزارة الاعلام اللبنانية الخطوط الحمر جميعها، ويتفوّه باستقالته بهذه الحدّية والهجومية في بث مباشر على الهواء.
حول ذلك علّق عرابي خلال المقابلة: "في التلفزيون الرسمي لا يمكن الحديث بهذا المنطق طبعاً. لكنني فعلت ذلك لكوني سأغادر البلاد".
واعتبر انه عبّر عن لسان حال الناس، فقال: "مهما قلت لا يمكن أن أجد عبارات تصف حجم غضبي وغضب الناس على هذه الطبقة الفاسدة."
وختم في تصويب آخر الى الطبقة السياسية: "هم للأسف في ثباتهم العميق ولا حياة لمن تنادي".