ودّع عالم الفن العربي عموماً، والمصري خصوصاً، الفنان الكوميدي طلعت زكريا عن عمر يناهز 59 عاماً. وقد عانى الممثل البارع من وعكة صحية ناتجة عن مرض في الرئتين يعاني منه منذ فترة، نتيجة التدخين المفرط، ما استدعى نقله الى المستشفى في حالة حرجة، وما لبث أن فارق الحياة.
وكان أولاد الفنان زكريا قد نشروا خبر دخوله الى المستشفى عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، طالبين من الجمهور المحب لوالدهم الدعاء له بالشفاء.
صانع النجوم رحل... وداعاً سيمون أسمر!
وفي وقت لاحق، نعت نقابة المهن التمثيلية في مصر، الفنان الكوميدي، حيث نشر النقيب أشرف زكي على حسابه على فايسبوك، منشوراً أفاد فيه بوفاة الممثل الكوميدي طلعت زكريا، مشيراً الى أن الفنان الكوميدي تدهورت حالته خلال الساعات الأولى من فجر الثلاثاء، وتم نقله لإحدى مستشفيات السادس من اكتوبر، ليتوفى هناك. كما نشر عضو مجلس النقابة عزوز عادل أيضاً على حسابه على فايسبوك منشوراً جاء فيه "تنعى النقابة الفنان الكبير طلعت زكريا... كان رمزاً من رموز الفن المصري وسيظل!"
مرض طلعت زكريا
عانى الفنان الراحل من أزمة صحية منذ العام 2007، حيث أصيب بالتهاب في احد شرايين الدماغ، ما أدى إلى دخوله في غيبوبة استدعت نقله الى العاصمة الفرنسية باريس للمعالجة، إلا أن امواله قد نفذت حينها، وفقد الأطباء الامل في شفائه، فنقل إلى الفندق مع توقع وفاته. لكنه فوجئ حينها بثلاثة رجال يتولون نقله بالطائرة الرئاسية الى مستشفى قصر العيني، حيث تكفّل الرئيس الأسبق حسني مبارك بدفع تكاليف العلاج.
وبعد الشفاء، عاود الفنان الكوميدي نشاطه المعهود في المجال الفني، وتمكّن من تحقيق النجاح الكبير من خلال فيلمه "طبّاخ الريس"، الذي حقق إيرادات ونسب مشاهدة عالية.
والجدير بالذكر أن ظهوره الأخير كان في حفل زفاف هنا الزاهد وأحمد فهمي.
نبذة عن حياة طلعت زكريا
ولد طلعت زكريا في محافظة الإسكندرية في مصر في ىذار من العام 1960، تميز بين إخوته بروحه المرحة والمسلية، حيث كان يميل إلى تقليد العديد من الشخصيات بطريقة فكاهية. استهواه عالم التمثيل، فتخرّج من قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1984، وبدأ مسيرته الفنية في تقديم عدد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية.
ومن بين اعماله، أفلام "سيد العاطفي" و"الرجل الأبيض المتوسط" و"التجرية الدانماركية" و"قصة الحي الشعبي"، وآخرها "حليمو أسطورة الشواطئ" الذي عرض في دور السينما في كانون الأول 2017. وكان بصدد التحضير لفيلم جديد بعنوان "الخوذة"، إلا ان الموت كان أسرع.
كما شارك في العديد من المسرحيات، أشهرها "سكر هانم" و"وراء كل مجنون امرأة"، فضلا عن عدد من المسلسلات منها "مبروك جالك قلق" و"ضبط وإحضار".
ولكن الفنان الراحل لم يحظَ بالشهرة الحقيقة إلا بعد سنوات من العمل المسرحي.