لكلّ مجتمع عاداته وتقاليده في المناسبات الإجتماعيّة العديدة التي تحفل بها العائلات، وفي قطر عادات تميّز أهل البلد والحياة الإجتماعيّة القطريّة، ومن أبرز هذه العادات، عادات وتقاليد الزفاف. إليك من موقع أنوثة جولة على هذه الموروثات الإجتماعيّة القطريّة المميّزة.
الخطابة
هي امرأة محترفة مهمّتها البحث عن فتاة صالحة للزّواج، وتنطلق مهمّتها بإيعاز من أهل العريس مقابل أجرة ماليّة. وتطوف الخطابة على المنازل فيستضيفها الجميع أملاً في اختيارها لابنتهم. وما إن تجد الخطابة العروس حتى تشترط على أهلها أن تكون ابنتهم حاضرة للخدمة المنزليّة والزواج. وتطلع الخطابة أهل العريس على إيجاد عروس مناسبة لولدهم فتذهب الوالدة أو الخالة أو إحدى القريبات أو الجارات لتراها وتتعرف إليها.
الدزة
بعد الإتّفاق على الزواج تأتي الدزّة، وهي عبارة عن صرّة كبيرة تحتوي على ملابس العروس وجهازها إلى جانب صرّة صغير من الجهاز المالي تحتوي على مبلغ مناسب من الريالات أو الروبيّات. وللدزة مراسم جميلة اندثرت حالياً، ومن بينها دعوة والدة العريس جميع قريباتها ومعارفها إلى منزلها قبل صلاة العشاء وقد أحضرت الدزة التي تُحمل إلى منزل العروس في موكب يحمل من يسير فيه المصابيح المنيرة ويمشي بالتهليل والصيحات والزغاريد. وما إن يصل الموكب إلى بيت الخطيبة ويدخله حتى يجد النساء في استقبالهن جمعاً كبيرا من نساء أهل العروس ليشاركن في هذه المناسبة فيفتحن الدزة والصرة ويتجاذبن الملابس ويدققن فيها فمنهن من تمدح ومنهن من تنتقد. وتقدّم والدة العروس الشراب والقهوة وباقي أصناف المأكولات.
اكتشفي عادات وتقاليد الزفاف في البحرين
الخلة
بعد الإتفاق على موعد الزفاف تعدّ العروس الخلّة وهي الحجرة المعدّة للزواج، حيث يقضي العروسان ليلة الدخلة فتزيّن بالمرايا وقطع الخام الملونة والمزركشة. وتعدّ الخلة في بيت العروس حيث من المقرّر أن يقضي الزوج مدّة أسبوع أو ثمانية أيام قبل الانتقال إلى بيته الزوجي. ويوضع السرير في نهاية الحجرة، ويغطى بقماش أحمر بالإضافة إلى تعليق الرمامين وهي كرات صغيرة وكبيرة زجاجيّة ذات ألوان متعدّدة تجلب عادة من الهند وتتدلى في خيوط لتعطي بريقا للحجرة. كذلك يوضع صندوق مبيّت ومقسّم في داخلة إلى عدة أقسام للثياب والذهب والحاجيّات الأخرى المهمة، وتوضع عليه السلة لتستعملها العروس لحفظ ملابسها. ويوضع في الفرشة باستمرار الروائح العطرة مثل البخور والعود والخلطات الخاصّة في صينية أو طبق كبير فيه مشموم ودهن العود والياسمين حيث يتم توزيع المشموم المعطر في أنحاء الحجرة وتحت الفراش. أما المساحة المتبقية من الخلة فتفرش بالمساند والدواشك استعداداً لاستقبال المهنئين بالعرس.
ليلة الحناء
يقام في هذه الليلة احتفال تدعى إليه النساء من الأسرتين وبعض الأقرباء حيث تغطى العروس بملابس خضراء تستر كلّ شيء في جسمها ما عدا الكفّين والقدمين فتكونان جاهزتين لنقش الحناء. وتشارك أيضا النسوة والفتيات العروس فيقمن بتزيين أيديهن وأرجلهن، ويتخلل هذا الإحتفال عادة ضرب الدفوف وتوزيع المشروبات.
الزفاف
ما إن تحلّ ليلة الزفاف حتى يمتلئ بيت العروس بالمدعوات، ويتم تجهيز العروس بالملابس والحلي وكل أنواع الزينة. أما العريس فيستضيف في منزله أقرباءه ومحبّيه. وقبل صلاة العشاء تزفّه فرقة الرزيف الرجاليّة مع مدعوية إلى بيت عروسه مشياً على الأقدام بهداية المصابيح المرفوعة على أكتاف الشباب. ومع وصول الموكب تستقبله الفرقة النسائيّة بدفوفها وطبولها.
وما إن يصل العريس إلى غرفته ويجلس مع مصطحبيه لحظات حتى يقدمون إليه التهاني ويباركون زواجه، ومن ثم يغادر جميع الرجال المنزل بعد أن يعطّروا بماء الورد والبخور. ثمّ تحمل العروس في سجادة تحملها أربع نساء وتزف إلى زوجها، وفي الوقت عينه تقوم والدتها بإعداد ما يسمى بالأجر مع الخدم . فتذبح الذبائح ويقوم الخدم بطبخ العيش مع اللحم طول الليل وفي الصباح يوزّع على الأهل والجيران.
عند الفجر وقبل صلاة الصباح يطرق الباب على العروسين إعلانا لهما بأن الليلة الأولى قد مضت وأن عليهما الإستعداد لترتيبات اليوم الثاني. وقبل أن يغادر العريس الخلة يضع تحت الوسادة قطعة ذهبيّة أو أوراقاً نقديّة تعبيراً عن رضاه ومحبته. ويقدّم للعريس بعض أصناف الحلويات كالخنفروش والبلاليط ويشرب القهوة ويتطيب بماء الورد والعود. وعند طلوع الشمس يغادر إلى منزله حيث يستقبل بالزغاريد فيستعد في المجلس لاستقبال المهنئين.
الاجره
وهي إعداد وليمة تذبح فيها الذبائح، ويعدّ فيها قسمان قسم للرجال وآخر للنساء ويوزّع باقي الطعام على البيوت القريبة وكل يأخذ نصيبه.