انقاص الوزن / "الدايت الرقمي"... هل يساعدكِ تطبيق الهاتف فعلاً على خسارة الوزن؟

"الدايت الرقمي"... هل يساعدكِ تطبيق الهاتف فعلاً على خسارة الوزن؟

في عصر أصبح فيه الهاتف الذكي جزءاً لا يتجزأ من يومنا، لم يعد استخدامه مقتصراً على التواصل أو الترفيه، بل أصبح وسيلة لمتابعة صحتنا أيضاً. ومن أبرز المجالات التي غزتها التكنولوجيا، عالم إنقاص الوزن. فمع ظهور مئات التطبيقات التي تدّعي مساعدتك على خسارة الكيلوغرامات الزائدة، بات السؤال مطروحاً: هل هذه التطبيقات فعلاً فعّالة، أم أنها مجرد أداة تحفيزية مؤقتة؟

ما هو الدايت الرقمي؟

الدايت الرقمي هو ببساطة استخدام التطبيقات والمنصّات الرقمية لتتبع السعرات الحرارية، مراقبة النشاط البدني، أو إدارة العادات الغذائية. وتعتمد هذه التطبيقات على بيانات تُدخلها أنت بنفسك، مثل نوع الطعام الذي تتناوله، ساعات نومك، ومستوى نشاطك اليومي لتُقدّم لك توصيات مصمّمة خصيصاً لك.

وبعضها يضيف عناصر ذكية، كالمساعد الصوتي أو الذكاء الاصطناعي الذي “يتعلّم” عاداتك مع الوقت، ليقترح لك ما يناسبك تماماً.

كيف تعمل هذه التطبيقات فعلاً؟

الفكرة الأساسية بسيطة: الوعي قبل التغيير. فعندما تسجّل كل وجبة وكل حركة، تبدأ برؤية نمط أكلك ونشاطك أمامك بالأرقام. وهنا يأتي “التأثير النفسي”: مجرّد رؤية رقم السعرات العالية بعد وجبة معينة يدفعك لتعديل سلوكك في المرات المقبلة.

وتُظهر دراسات حديثة أن الأشخاص الذين يستخدمون تطبيقات تتبّع الطعام يفقدون وزناً بمعدل أكبر من الذين لا يستخدمونها، لأنهم يظلون أكثر التزاماً بخططهم الغذائية، ويتعلّمون تقدير الكميات بشكل أدق.

التحفيز الذكي: الحيلة النفسية وراء النجاح

السرّ لا يكمن فقط في الحسابات، بل في التحفيز الذكي الذي تولّده هذه التطبيقات.

الإشعارات اليومية، الرسائل التحفيزية، والأهداف الصغيرة التي تذكّرك بإنجازاتك كلها تلعب دوراً كبيراً في استمرارك. فبدلاً من الإحساس بالحرمان أو الضغط النفسي، يشعر المستخدم وكأنه في “لعبة تحدّي” ضد نفسه، ممّا يعزّز الالتزام ويخفّف الإحباط.

ورغم انتشارها الواسع، ليست كل التطبيقات دقيقة أو علمية. فبعضها يعتمد على جداول غذائية عامة لا تراعي الفروقات الفردية في العمر، الجنس، أو مستوى النشاط. وأحياناً يؤدي التركيز المفرط على تسجيل الطعام إلى وسواس عدّ السعرات، ما يحوّل الدايت إلى عبء نفسي بدلاً من أسلوب حياة صحي.

كذلك، يواجه البعض مشكلة في الاستمرار. فبعد أسابيع من الاستخدام، يفقد المستخدم الحماس ويهمل التطبيق، لتتراجع النتائج تدريجياً.

نصائح لاستخدام “الدايت الرقمي” بذكاء

1- اختر تطبيقاً موثوقاً: ابحث عن التطبيقات التي طوّرها خبراء تغذية أو جهات طبية معروفة.

2- حدّد أهدافاً واقعية: لا تضع هدفاً صعباً يجعلك تشعر بالفشل سريعاً، بل تقدّم تدريجياً.

3- استخدمه كأداة مساعدة لا كحكم صارم: الهدف هو الوعي بالعادات وليس العيش في قيد رقمي دائم.

4- ادمج التكنولوجيا بالحياة الواقعية: جرّب الطبخ الصحي، المشي في الطبيعة، أو ممارسة الرياضة الجماعية… فالتطبيق وحده لا يكفي.